فكرة
من منا لايملك مكنة تصوير يضعها داخل حقيبة سفره ليلتقط صورا تذكارية للمناظر الجميلة التي يراها أو للمناطق الأثرية التي أعجبته أو يصور نفسه وأطفاله الذين يصطحبهم معه في رحلته . هذه الآلة التي تحدثنا عنها والتي نكلف أنفسنا عبء نقلها في حقيبة سفرنا قبل أن يتم اختراعها وتتجسد واقعا ملموسا , كانت موجودة بكاملها "ومازالت" في رأس كل منا نحن بني البشر , موجودة , ليس كفكرة مجردة ثم ترجمت اختراعا فحسب بل هي ..هي نفسها كآلة تصوير, ولكن على نحو أفضل ما يمكن أن تكون , فسبحان الخالق العظيم , وذلك من خلال عين الإنسان التي تمثل العدسة ومن خلال دماغه الذي يمثل الفيلم الذي يوضع داخل الكاميرا وما يربط بين العين "العدسة" و الدماغ "الفيلم" من وصلات لاسلكية"مراكز عصبية" تنتقل من خلالها تلك الحزم الضوئية التي تحمل ما التقطته العين من صور معلوماتية لترسلها الى الدماغ من أجل العمل على تفسيرها فيستلم الدماغ تلك المعلومات ويعمل على تفسيرها ويرد الجواب بأسرع من لمح البصر ونحن لا نعرف الى الآن كيف تحدث هذه العملية مع أننا نعلم أن كافة الوسائل التي زود الله سبحانه وتعالى بها الإنسان متوفرة لديه لإتمام عملية المشاهدة والتفسير ولكن السؤال الذي يحيرني هو , هل أن هذه الحزم الضوئية "المعلومات" التي ترسل من العين الى الدماغ عن طريق الوصلات اللاسلكية من أجل تفسيرها , يقوم الدماغ بتفسير هذه المعلومات أم أنها تذهب الى مكان أبعد من الدماغ لتفسر وترد الى الدماغ ليرد التفسير بدوره الى العين فيكون عمله في هذه الحالة مجرد واسطة وليس قائما بالعمل بحد ذاته , على طريقة جهاز الهاتف النقال وصلته مع الأقمار الصناعية عن طريق أطياف الميكروويف ؟ وأجيب نفسي قائلا , سيبقى مثل هذا التساؤل يحوم في فضاء الخيال العلمي , ونحن نردد بعجب وإعجاب شديد الآية رقم "36"في سورة الإسراء "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " ثلاثة أعضاء معجزة في خلقها ملموسة , ومحسوسة ,وظاهرة , تتعامل مع ثلاثة عناصر غير ملموسة أو محسوسة أو ظاهرة , وهي عملية السمع مع العضو المعجز "الأذن" وعملية البصر(الرؤية) مع العضو المعجز "العين" وعملية ولادة المشاعر والشعور بكافة أنواعه من القلب وتفاعلها مع كافة عناصر الطبيعة انه العضو الأكثر إعجازا الذي أطلق عليه القرآن الكريم اسم "الفؤاد" .