قال الأديب توفيق الحكيم إن الجاحظ رفع علم التجديد لأول مرة في تاريخ الأدب العربي وأضاف قائلا"الحق أن الجاحظ هوالأستاذ المباشر لأكثر رجال القلم في الأدب العربي المعاصر , وعلم الكتاب أن الأسلوب أداة التعبير القويم عن النفس والفكر , لاوشي من اللغو , ولا بضاعة من الزخرف يراد بها اللهو "وقال الحكيم " انطوت قرون ومازال السد قائما بين النثر العربي بسجعه وبلاغته المصطنعة وبين خيال الشعب ورغباته وآماله "لذلك فان الأديب عليه أن يختار الفكرة ثم يبحث عن اللفظ المناسب الذي يكون قد وصل إليه مستواه اللغوي شرط ألا يخل بالمبادئ العامة للغتنا الأصيلة , فضلا عن معرفة الأديب بطبيعة الأسلوب الذي يسوق لنا من خلاله أفكاره ويترجم من خلال أسلوبه عن خياله تلك الرغبات والآمال التي يعكسها عن واقع حياة يومه , وعالم فكره وتحليلاته , وعن مشاهداته وخواطره , حتى لا يصرفنا التفنن في اللفظ عن جوهر المعنى وضياع الأفكار التي يفرضها الواقع بآلامه وآماله كأفكار مستعجلة يتطلب الواقع أحيانا معالجتها بالسرعة القصوى من أجل خير المجتمع , كما قد يؤدي التأخر في معالجتها الى تراكمها مضافة الى التخلف الحاصل , إن من شأن التنمق والتفنن في اللفظ أن يبتعد بنا عن جوهر المعنى كما من شأنه أن يؤدي بنا الى الابتعاد عن التعمق في التحليل والإفاضة في السرد والإجادة في البناء .