المنتدى التعلمي و التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى التعلمي و التعليمي

كاملة رجب
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ملحمة مغربية فريدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
draib abdelfattah
Admin
draib abdelfattah


عدد الرسائل : 86
تاريخ التسجيل : 04/04/2007

ملحمة مغربية فريدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف Empty
مُساهمةموضوع: ملحمة مغربية فريدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف   ملحمة مغربية فريدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف Emptyالخميس أبريل 05, 2007 1:32 pm

ملحمة مغربية فريدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف


احتفاء بولادة الفجر الأعظم سيدنا وحبيبنا محمد(ص)، دأب المغاربة، المشهورون بحبهم الفارضي للنبي الكريم، على التعبير عن هذه المحبة بمختلف الأشكال الثقافية ذات الحضور القوي والتأثير البليغ في الوجدان الفردي والجماعي. ومن بين هذه المظاهر والأشكال عادة احتفائهم بشمائل المصطفى(ص) وخلاله الخِلقية والخُلقية، وكمالاته ومكارمه ومعجزاته ومزاياه، وذلك من خلال عنايتهم بإحياء أماسي ذكر وإنشاد بين العشاءين في الزوايا والمساجد والمشاهد على امتداد أحد عشر يوما من ربيع الأول، والتي تسبق عيد المولد النبوي الكريم.

ويتحقق ذلك الاحتفاء من خلال سرد وتوريق كتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للعلامة القاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي الأندلسي الفاسي السبتي (ت.544هـ)، توازيها وتواكبها أمداح نبوية شريفة ترتكز أساسا على متون ثلاثة هي: بردة الإمام شرف الدين البوصيري (تـ.696هـ)، وهمزيته ثم وتريات الإمام أبي بكر البغدادي (ت. 663هـ) 1، وهي قصائد أنشأها البغدادي في مدح النبي(ص)، ونظمها على حروف المعجم، كما جعلها وترية بحيث تضم كل قصيدة أحدا وعشرين بيتا، التزم فيها بافتتاح الأبيات بحرف مطابق للروي. وتعرف هذه القصائد بـ"القصائد الوترية في مدح خير البرية"؛ وبـ"قصائد الوتريات في مدح خير البريات"؛ وبـ"ذريعة الوصول إلى زيارة جناب حضرة الوصول" 2 .

ومثال ذلك من وترية حرف الألف:
أصلي صلاة تملأ الأرض والسما على من له أعلى العلا متبوأ


ومن وترية حرف الباء:
بأحمد كل الأرض نارت وأشرقت ففي نوره كل يجيء ويذهب


وعلى هذا النحو تنحو القصائد الأخر حتى يستوفي الناظم كل حروف المعجم. وغني عن البيان ما أولاه المغاربة لكتاب "الشفا" من عناية واهتمام، حيث أشبعوه درسا وشرحا وتلقينا، هذا إلى جانب عنايتهم ببردة الإمام البوصيري 3 وهمزيته 4 ووتريات البغدادي معارضة وتشطيرا وتخميسا وتسبيعا وشرحا، ثم تنغيما وتلحينا، بحيث أصبحنا إزاء ذخيرة أدبية وفنية ذات ملمح أصيل وإمضاء مغربي متفرد لا مثيل له ولا نظير.


هكذا وجدنا أجدادنا ورغبة منهم في ترسيخ محبة المصطفى(ص) في الأفئدة والقلوب، وطلبا لتثبيت وصيانة الشخصية الإسلامية المغربية، ودعم وتغذية وتقوية هويتها الإسلامية المالكية فقها والأشعرية عقيدة والجنيدية تصوفا، يسنون هذه السنة الحميدة في المساجد والزوايا والأضرحة والبيوتات الخاصة، بحيث أوقفوا أوقافا على سرد كتاب "الشفا" وإنشاد المديح النبوي الشريف المتمحور حول بردة وهمزية الإمام البوصيري ووتريات البغدادي. وإذا كان بارزا في مؤلفي هذه النصوص سواء بالنسبة للقاضي عياض أو بالنظر للأصل المغربي لكل من الإمام البوصيري وأبي بكر البغدادي، فإن هذه الهوية المغربية قد ترسخت أيضا من خلال خصوصية هذا التقليد والمتمثلة في السرد المنغم لكتاب "الشفا"؛ والذي يعقبه تفسير ما تم سرده وبيان ما استشكل منه، أو في الأنغام والطرائق الفنية والأساليب الأدائية والحلل اللحنية التي حلى بها المغاربة متون البردة والهمزية 5 والوتريات 6 ، بحيث كان اللحن معبرها للانتقاش في الأفئدة والصدور، ومن ثم صارت أداة من الأدوات الرقيقة واللطيفة لترسيخ محبته(ص) في المجتمع المغربي، وتثبيت سنته فيه لما تقتضيه هذه المحبة من متابعة لسنته وشريعته، فقد قال(ص) في الحديث المشهور «من أحيا سنتي فقد أحبني».


وتظهر العبقرية المغربية في هذا التقليد أيضا من خلال ذاك الزواج الدلالي السعيد، والمناسبة العلمية والفنية، والذوق الأديب البديع والحس الطربي الرفيع، الذي يظهر في التنسيق دلاليا وفنيا بين محاور كتاب "الشفا" ومعاني بردة البوصيري وهمزيته ووتريات الإمام البغدادي؛ هذا مع تخليل هذه النصوص بما يلائمها من التواشيح والبراول والمستعملات نغما ودلالة ليتم عند فجر يوم المولد النبوي الشريف ختم المتون الأربعة، في حفل بهيج؛ متلألئ الطقوس؛ بهي الإهاب؛ قدسي النفحات يليق وعظمة المناسبة، ويشير -وأنى له أن يعبر- إلى بعض ما يعتمل في الدواخل من فرح بالمصطفى(ص)؛ لأنه(ص) عين الرحمة. فقد قال (ص): «إنما أنا الرحمة المهداة»، وهذا فرح مندوب إليه لقوله تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا.


ومازالت بعض معالم هذا التقليد المغربي الباذخ بادية في العديد من المدن المغربية الأصيلة. وعملت أخيرا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على بعث هذه المكرمة المغربية الفريدة، وهي مشكورة على ذلك، سواء من خلال إحياء هذه السنة في المساجد والزوايا، أو من خلال التنبيه إليها عبر وسائط الاتصال الجديدة، كما هو الشأن مثلا مع البرنامج التلفزي بقناة السادسة "فرحا بالمصطفى(ص)"، والذي أُعِد استلهاما من هذا التقليد وبعثا له ولوظائفه الروحية والأخلاقية العظيمة.


وحتى نتبين أهمية هذا التقليد، سنقدم في خاتمة هذا المقال الوجيز نماذج من الفصول المنتقاة من كتاب "الشفا" للسرد والتوريق خلال الأيام الاثني عشر من ربيع الأول احتفاء واحتفالا بمولد المصطفى(ص)، وهي العناوين التي ألفينا بعض الشيوخ والسلف ينتقونها، وفصول قد تختلف أحيانا بحسب اجتهاد السراد والشراح في الزوايا والمساجد، خصوصا وأن عوامل الزمن ومقتضيات التغير لم تعد تسمح بختم المتون المذكورة عند فجر اليوم الثاني عشر من ربيع الأول؛ أي عند فجر ذكرى مولده(ص) كما كان معمولا به إلى غاية النصف الأول من القرن العشرين الميلادي. على أن الشرط المطلوب في تلك الفصول المنتقاة هو أن تتناول مناحي شرفه(ص) وعظمته عند ربه، وكذا صفاته الخِلقية والخُلقية ومعجزاته والآيات التي رافقت ولادته عليه السلام.

منقول من الموقع الرسمي لي وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية المغربية
http://www.islam-maroc.ma/ar/detail.aspx?id=2030&z=9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملحمة مغربية فريدة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى التعلمي و التعليمي :: وطننا العربي :: المملكة المغربية-
انتقل الى: